وماتت الأصوات،
وكُتِمَت أنفاسُنا لا تعرفُ الكلمات،
والروحُ في احتضارها لم تُبصرِ الآمال،
وكُلّ حرفٍ عاجزٍ أُحيطَ بالكدمات،
ممتزجٌ بدمعةٍ، وصرخةٍ لا تُسمعُ،
وفي الفُؤادِ غصّةٌ، وحُرقةٌ لا تبردُ،
وبسمةٌ قد يُتِّمَت، وحُرِمت من أملٍ،
والشمسُ بعدَ غُروبِها،
كأنّها لا تُشرقُ،
والنفسُ تبحثُ سامعاً،
لحديثها قد يفهمُ،
واليأسُ أصبحَ عادةً،
والهَمُّ لا ينفرِجُ،
والحُزنُ أمسى مَسْكناً،
وأنا الذي أسكُنهُ،
وضاقَتِ السماءْ،
بِرَغمِ ما تَتَّسِعُ،
وتلاشَتِ الأشْلاء،
فكأنّها لا تُجمعُ،
ما زالتِ الأصوات،
بموتِها تنقطعُ،
وانهلّت الدعوات..
في موضعِ السُجود،
وهمسةٌ في الأرض سُمِعت فوق كل السماوات،
يا واهِبَ الرَّحمات،
ارحم بقايا من قلوبٍ أتْـلَفَتها المشقّات..
يا مُحيِيَ الأموات،
أحيِ بنا سعادةً قد فارقتنا سَنَوات..
يا غافرَ الزلّات،
اغفر ذنوباً حرمتنا من دموعٍ فَرِحات..
يا سامِع الأصوات،
إنّا بِنا من ألمٍ لا يُفهَمُ بالكَلِمات،
وما لَنا إلّاكْ،
فاكتُب لنا سعادةً تُنسي جميعَ المضرّات..