Wednesday 25 June 2014

أيا راحلين..

أيا راحِلين،

بِلا موعِدٍ مُسبَقٍ أو خبرْ،

بلا أيِّ حُضنٍ بِلا أي وَداع،

تَركتُم قُلوباً لكم تَنكَسِر،

وتَبكي من الحُزنِ والالتياع،

وترجو لقاءً كثيرِ النظر،

إلى وجهِكُم والضيا والشُعاع،

لعلّ النفوسَ بِكُم تستقرّ،

وتُفرِحُكم فوق كُلْ مستطاع،

وتَترُك فيكُم جميلَ الأثر،

ولكنّ ماذا يفيدُ النِّزاع،

إذا حلَّ أمرُ القضا والقَدرْ..

أيا راحلين،

فَلو أن دمعاً يُعيدُ حبيباً،

لَعِشنا الليالي على ذا البُكاء،

إلى أن تعودوا إلى أن نراكُم،

إلى أن يحلَّ زمانُ اللقاء،

ولكننا لا نقولُ سِوى قد،

رضينا بِكُل القَدرْ والقضاء..

هنيئاً لِأرضٍ تضُمُّ حبيباً، 

تضمُّ قريباً عزيزَ الإخاء،

وعَهدٌ إليهِم بِرَغمِ الفِراقِ،

بِأنّا سنَبقى لَهُم أوفياء،

فلَسنا سنَقطَعُ حبلَ الوصالِ،

إليهِم سنُهدي جميلَ الدعاء..

فيا ربّ ارحمْ عزيزاً مضى،

وأنزِل على كُل قبرٍ ضياء،

وأبدِل عذاباً بِفَيضِ النعيمِ،

وعَيشِ الجِنانِ وخُلدِ البقاء.. 

وأسْعِد حزيناً يموتُ اشتياقاً،

وجدِّدْ بِهِم في الجنانِ اللقاء.. 

Tuesday 10 June 2014

معركةُ الكرامة والاشتياق

سلامٌ عليك..

وكُل اشتياقي إلى وَجْنَتَيكْ،

وبعضُ البقايا وأشلاءُ روحي،

وعِطرُ الجراحِ سَتُهدى إليكْ،

وإن كان شيءٌ من القلبِ حيٌّ،

فأَكْمِل جميلَك واحمِل يَديكْ،

إلى ما تبقّى من الذكرياتِ،

و مزِّق جراحي على راحتيكْ،

فإنّي رأيتُ بُذورَ الفراقِ،

مَزارِع تنْبتُ في مُقلتيكْ،

سلامٌ عليك.. 

وفيني تعيشُ معاركَ كُبرى،

كرامةُ نفسٍ وشَوقٌ أسير،

وصوتُ الكرامةِ يعلو صُراخاً،

"لماذا البقاء؟!

لماذا انكسارُ النفوسِ على من أرادَ الرحيل؟

لماذا المكوثُ على عرشِ حزنٍ وهم في رخاء؟

لماذا الوصالُ وجوبٌ عليك،

وهُم يعشقونَ الهجيرَ الطويل؟

لماذا تُجازي قليلَ اهتمامٍ بكلِّ سخاء؟

لماذا تُجازي قبيح الفعال بفعلٍ جميل؟

فإنّ لنفسِك حقٌّ عليكَ،

وليسَ الجميعُ استحقّ العطاء،

وليسَ الجميعُ استحقّ العطاء.."

يردُّ اشتياقي بلحنِ الدموعْ،

وصوتُ الحنين،

"عجزتُ الجوابْ، 

وما نحنُ إلا مزيجُ التُراب،

خُلقنا بضعفٍ،

و نُكسرُ سَهلاً،

ونحزنُ حينَ يحينُ الذهاب،

ونخشى الفراقَ وكُل العواقبْ،

ونخشى الرحيلَ بلا أي إياب،

ويُهلكنا حين نفقدُ حُباً،

ويُحدثُ فينا حُروبَ اضطراب،

وكم مؤلِمٌ حين نرجو بقاءً،

وكم مؤلمٌ حينَ نُعطي اهتماماً،

ونُصفَعُ وجهاً بكفِّ العقاب،

وما يقتلُ النفسَ أكثرْ وأكثرْ،

بأنّا جَزينا جميعَ العقابِ،

بردٍّ جميلٍ وفعلِ الثواب.."

قد اهتزّ نبضٌ بجوفِ الكرامة،

و قد مُسّ فيها مكانُ الجراح، 

وقالت لشوقي الضريرِ الأسير:

"كَفى يا اشتياقي قتلتَ البكاءْ،

ذرفتَ الدموع،

و أشعلتَ ناراً بكلِّ الجُذوع،

وصبرٌ جميلٌ.. 

فمن يبتغيكْ،

سيعرف حتماً طريقَ الرُجوع.."