Sunday 2 August 2015

شمسٌ من الآمال..

ولستُ أدري يا تُرى..

مِن أيِّ شيءٍ خُلقت عيناكِ يا سيّدتي،

فلا العيونُ أبصرتْ مُساوِياً لِذا الجمال،

كأنّها حكايةٌ أوصافُها من الخيال،

تقاتلوا من أجلِها ألفٌ من الرجال،

من كُل حَدبٍ أُرسلوا،

من الجنوبِ إلى الشمال،

فوقَ الثرى، بين الجِبال،

تحت الغُيومِ المُمطرة،

تحت السماءِ المُشرقة،

على مدى النّهارِ واللّيالْ..

الكُل مفتونٌ بها،

وأُقيمت الحروبُ سعياً،

للعيونِ بأن تنالْ،

نظرةً لعينها التي أقامتْ في القلوبِ دقةً تظنُّها من هَوْلِها زلزال..

حتى القلوبُ الموحشة،

تلكَ التي قد قُيّدتْ باليأسِ والأغلال،

ما إن رأتْ عينيكْ،

تفكّكتْ قيودها،

 وأَبصرتْ قلوبُهم شمسٌ من الآمالْ..

حتى السّفينةُ إن رأتْها أبحرت فوق الرِّمال،

والنّارُ في بطنِ المحيطِ تزيدُها اشتعال..

وقيلَ في روايةٍ،

بأنّ كُل المُلحدين أعلنوا إسلامهم،

لمّا رأوا عيونها،

وأجمعوا أقوالهم بأنّهُ استحال،

أكُلّ هذا صُدفةً..؟

فآمنوا بربّهم وزادَهُم إيمان..

لا الشِّعرُ يوفي حقّها،

وإن جَمعتُ القَوْل والآدابَ والكلام،

لن أستطيعَ وصفها على وجه الكمال..

قد عادَ شِعري عادْ،

عُيونها هي السبب،

ولستُ أدري يا تُرى،

ما السِّر في عُيونها؟

من أي شيءٍ خُلقت؟

أم أنّها أُسطورةٌ من نَسْجِ أوهامِ الخيال؟

الكُل يروي قصةً، وكأنّها خُرافةٌ،

لكنني سيّدتي،

بعيدٌ كُل البُعد عن إجابة السؤال،

عيناكِ يا جميلتي مليئةٌ بالسِّحرْ،

سِحرٌ يُقالُ بأنَّهُ حلال..

اخْتَلَفَتْ من حولهِ آراءُ كل العُلَما،

وتكاثر السؤالُ والحديثُ والجِدال..

لكنّني سأكتفي بدعوةٍ عميقةٍ..

أعوذُ بالله العظيمِ من العيونِ إذا رأَتْ،

عُيونها وسِحرها،

بنظرةِ الحسودِ والدجّال..

Friday 2 January 2015

سُبحانَ من قَد جمَّلَك..

والعُذر لي..

فالقلبُ قد مُلِكْ،

والشوق قد هَلَك،

وكل عضوٍ باتَ يشكو..

وكلُّ نَفْسي،

تَحِنّ لَكْ..
والعينُ لم تُبصرْ جميلاً،

من بعدَ رؤيا بسمتِكْ..

لا النجمُ في وسط الفَلَكْ،

لا الليلُ في غسقِ الدُجى،

إذ ما الظلامُ قد احتلَكْ،

لا ريشَةُ الفنانِ، 

لا رَسماتهِ،

ولا الوَرقْ..

أعوذ بالله العظيم،

من الحسودِ إذا حسَدْ،

من كُل حُبٍ يبتَعِد، 

أنتِ مَلَكْ،

سُبحان مَن قَد جمَّلَكْ،

سُبحان مَن قَد جمَّلَكْ.. 

Thursday 31 July 2014

وماتَتِ الأصوات..

وماتت الأصوات،

وكُتِمَت أنفاسُنا لا تعرفُ الكلمات،

والروحُ في احتضارها لم تُبصرِ الآمال،

وكُلّ حرفٍ عاجزٍ أُحيطَ بالكدمات،

ممتزجٌ بدمعةٍ، وصرخةٍ لا تُسمعُ،

وفي الفُؤادِ غصّةٌ، وحُرقةٌ لا تبردُ،

وبسمةٌ قد يُتِّمَت، وحُرِمت من أملٍ،

والشمسُ بعدَ غُروبِها،

كأنّها لا تُشرقُ،

والنفسُ تبحثُ سامعاً،

لحديثها قد يفهمُ،

واليأسُ أصبحَ عادةً،

والهَمُّ لا ينفرِجُ،

والحُزنُ أمسى مَسْكناً،

وأنا الذي أسكُنهُ،

وضاقَتِ السماءْ، 

بِرَغمِ ما تَتَّسِعُ،

وتلاشَتِ الأشْلاء،

فكأنّها لا تُجمعُ،

ما زالتِ الأصوات،

بموتِها تنقطعُ،

وانهلّت الدعوات..

في موضعِ السُجود،

وهمسةٌ في الأرض سُمِعت فوق كل السماوات،

يا واهِبَ الرَّحمات،

ارحم بقايا من قلوبٍ أتْـلَفَتها المشقّات..

يا مُحيِيَ الأموات،

أحيِ بنا سعادةً قد فارقتنا سَنَوات..

يا غافرَ الزلّات،

اغفر ذنوباً حرمتنا من دموعٍ فَرِحات..

يا سامِع الأصوات،

إنّا بِنا من ألمٍ لا يُفهَمُ بالكَلِمات،

وما لَنا إلّاكْ،

فاكتُب لنا سعادةً تُنسي جميعَ المضرّات..

Wednesday 25 June 2014

أيا راحلين..

أيا راحِلين،

بِلا موعِدٍ مُسبَقٍ أو خبرْ،

بلا أيِّ حُضنٍ بِلا أي وَداع،

تَركتُم قُلوباً لكم تَنكَسِر،

وتَبكي من الحُزنِ والالتياع،

وترجو لقاءً كثيرِ النظر،

إلى وجهِكُم والضيا والشُعاع،

لعلّ النفوسَ بِكُم تستقرّ،

وتُفرِحُكم فوق كُلْ مستطاع،

وتَترُك فيكُم جميلَ الأثر،

ولكنّ ماذا يفيدُ النِّزاع،

إذا حلَّ أمرُ القضا والقَدرْ..

أيا راحلين،

فَلو أن دمعاً يُعيدُ حبيباً،

لَعِشنا الليالي على ذا البُكاء،

إلى أن تعودوا إلى أن نراكُم،

إلى أن يحلَّ زمانُ اللقاء،

ولكننا لا نقولُ سِوى قد،

رضينا بِكُل القَدرْ والقضاء..

هنيئاً لِأرضٍ تضُمُّ حبيباً، 

تضمُّ قريباً عزيزَ الإخاء،

وعَهدٌ إليهِم بِرَغمِ الفِراقِ،

بِأنّا سنَبقى لَهُم أوفياء،

فلَسنا سنَقطَعُ حبلَ الوصالِ،

إليهِم سنُهدي جميلَ الدعاء..

فيا ربّ ارحمْ عزيزاً مضى،

وأنزِل على كُل قبرٍ ضياء،

وأبدِل عذاباً بِفَيضِ النعيمِ،

وعَيشِ الجِنانِ وخُلدِ البقاء.. 

وأسْعِد حزيناً يموتُ اشتياقاً،

وجدِّدْ بِهِم في الجنانِ اللقاء.. 

Tuesday 10 June 2014

معركةُ الكرامة والاشتياق

سلامٌ عليك..

وكُل اشتياقي إلى وَجْنَتَيكْ،

وبعضُ البقايا وأشلاءُ روحي،

وعِطرُ الجراحِ سَتُهدى إليكْ،

وإن كان شيءٌ من القلبِ حيٌّ،

فأَكْمِل جميلَك واحمِل يَديكْ،

إلى ما تبقّى من الذكرياتِ،

و مزِّق جراحي على راحتيكْ،

فإنّي رأيتُ بُذورَ الفراقِ،

مَزارِع تنْبتُ في مُقلتيكْ،

سلامٌ عليك.. 

وفيني تعيشُ معاركَ كُبرى،

كرامةُ نفسٍ وشَوقٌ أسير،

وصوتُ الكرامةِ يعلو صُراخاً،

"لماذا البقاء؟!

لماذا انكسارُ النفوسِ على من أرادَ الرحيل؟

لماذا المكوثُ على عرشِ حزنٍ وهم في رخاء؟

لماذا الوصالُ وجوبٌ عليك،

وهُم يعشقونَ الهجيرَ الطويل؟

لماذا تُجازي قليلَ اهتمامٍ بكلِّ سخاء؟

لماذا تُجازي قبيح الفعال بفعلٍ جميل؟

فإنّ لنفسِك حقٌّ عليكَ،

وليسَ الجميعُ استحقّ العطاء،

وليسَ الجميعُ استحقّ العطاء.."

يردُّ اشتياقي بلحنِ الدموعْ،

وصوتُ الحنين،

"عجزتُ الجوابْ، 

وما نحنُ إلا مزيجُ التُراب،

خُلقنا بضعفٍ،

و نُكسرُ سَهلاً،

ونحزنُ حينَ يحينُ الذهاب،

ونخشى الفراقَ وكُل العواقبْ،

ونخشى الرحيلَ بلا أي إياب،

ويُهلكنا حين نفقدُ حُباً،

ويُحدثُ فينا حُروبَ اضطراب،

وكم مؤلِمٌ حين نرجو بقاءً،

وكم مؤلمٌ حينَ نُعطي اهتماماً،

ونُصفَعُ وجهاً بكفِّ العقاب،

وما يقتلُ النفسَ أكثرْ وأكثرْ،

بأنّا جَزينا جميعَ العقابِ،

بردٍّ جميلٍ وفعلِ الثواب.."

قد اهتزّ نبضٌ بجوفِ الكرامة،

و قد مُسّ فيها مكانُ الجراح، 

وقالت لشوقي الضريرِ الأسير:

"كَفى يا اشتياقي قتلتَ البكاءْ،

ذرفتَ الدموع،

و أشعلتَ ناراً بكلِّ الجُذوع،

وصبرٌ جميلٌ.. 

فمن يبتغيكْ،

سيعرف حتماً طريقَ الرُجوع.."




Saturday 3 May 2014

فاتركهُ لك..


لا خيرَ في عينٍ رأت وتغلغلت من الحسد،

لا خيرَ في نفسٍ تناثَر حقدها إلى الأبد،

لا خيرَ في رجُلٍ تفاخرَ بالقبيلةِ والنسب،

لكنه إن جاء في أخلاقهِ، قلَّ الأدب،

لا خيرَ في حب يُقاسُ على وجوهٍ وجسد،

فالحُب كالنار التي قد أُشعلت على الحطب،

في بُعدِها بُرودةٌ للجسمِ والمشاعرْ،

في قُربها احتراقٌ للقلوبِ والأرواح،

كن كالذي يجلسُ في أنحائِها،

لا تبتعد، لا تقترب،

واحذر من الهجرِ الطويلِ وكثرةِ الإهمال،

فالنارُ بعد هدوئِها صعبٌ عليها أن تشبّ..

والقلبُ بعد وفاتهِ صعبٌ عليهِ أن يُحب،

لا خيرَ في اهتمامٍ لا يأتي إلا بعد العتب..

إن لم يكن حبٌ نقيٌّ نابِغٌ من القلوب،

فاتركهُ لك.. 

Tuesday 22 April 2014

والهجرُ أوفى ما تُقدّمه يدي ..

انا كتبت هذي القصيدة رداً على هذا البيت:


"ولأدعونّ عليك في غسق الدجى
يُبليك ربي مثل ما أبليتني"

-

كلا وربّي لا أريد بأن أرى..

دمعاً يصيبك مثل ما أبكيتني..

كلا وربّي إن دمعتك لها..

قدرٌ كبيرٌ في دواخل معدني..

ولأمنعنّ سقوطها وركودها..

ولأقسِمَنّ اليومَ أن لا تحزني..

فوفائيَ في حلّيَ ورحيليَ..

والحُب فيَّ عائشٌ لم ينتهي..

حتى وإنْ بَقِيَتْ بقلبي غصّةٌ..

والحزنُ يلتفُّ الفؤادَ وخاطري..

حتى وإن نَبَتَتْ بِجوفي لوعةٌ..

واغْتيلَتِ الأنفاسُ يومَ ظلمتني..

لكنني قررتُ أن أعفو بلا..

رجْعٍ إلى ذاكَ الزمانِ الأوّلِ..

هذا مصيري والجُروحُ تراقَصتْ..

نَدَماً وحُزناً، ليتها لم تَرقُصِ..

كل الطيورِ بحُبِّها قد هاجَرت..

قد ماتتِ الكلِماتُ يوم هجرتني..

صبرٌ جميلٌ مؤلِمٌ لا غيرهُ..

والهَجرُ أوفى ما تُقدّمهُ يدي ..