Tuesday, 22 April 2014

والهجرُ أوفى ما تُقدّمه يدي ..

انا كتبت هذي القصيدة رداً على هذا البيت:


"ولأدعونّ عليك في غسق الدجى
يُبليك ربي مثل ما أبليتني"

-

كلا وربّي لا أريد بأن أرى..

دمعاً يصيبك مثل ما أبكيتني..

كلا وربّي إن دمعتك لها..

قدرٌ كبيرٌ في دواخل معدني..

ولأمنعنّ سقوطها وركودها..

ولأقسِمَنّ اليومَ أن لا تحزني..

فوفائيَ في حلّيَ ورحيليَ..

والحُب فيَّ عائشٌ لم ينتهي..

حتى وإنْ بَقِيَتْ بقلبي غصّةٌ..

والحزنُ يلتفُّ الفؤادَ وخاطري..

حتى وإن نَبَتَتْ بِجوفي لوعةٌ..

واغْتيلَتِ الأنفاسُ يومَ ظلمتني..

لكنني قررتُ أن أعفو بلا..

رجْعٍ إلى ذاكَ الزمانِ الأوّلِ..

هذا مصيري والجُروحُ تراقَصتْ..

نَدَماً وحُزناً، ليتها لم تَرقُصِ..

كل الطيورِ بحُبِّها قد هاجَرت..

قد ماتتِ الكلِماتُ يوم هجرتني..

صبرٌ جميلٌ مؤلِمٌ لا غيرهُ..

والهَجرُ أوفى ما تُقدّمهُ يدي ..


Tuesday, 15 April 2014

كيفَ المفرّ ..؟


الصبرُ طالْ والصمتُ قد أفاقْ..

من قال أن الروحَ ليست في اشتياق؟

من قالَ أن القلبَ لا يهفو إلى يوم التّلاق؟

من قال أن الصبرَ والأشْواقَ لَيْسوا في احتِراق؟ 

لكنّ من ينوي الفِراق،

لكنّ من يهوى الفِراق،

جزاءهُ هو الفِراق..

والعذرُ يا نورَ العيونْ،

فمشاعري وكرامتي،

 لن تُستباحَ ولن تُراق،

لكنني في حيرةٍ،

والقلبُ يقتلهُ سؤالْ،

لِجوابهِ أنا مُفتَقِر،

كيف المفرّ .. ؟

و كُل الخُطى تَحتوي 

من ضياك أثرْ..

فأراك في وجه القمر،

وأراك في عزِّ الخريفِ  وبينَ أطرافِ الزهرْ،

حتى على سفحِ الجبالِ وفوقَ أغصانِ الشجر،

حتى وإن قررتُ أن أهوي لأعماقِ البحر،

تأتينيَ الذكرى بموجٍ باردٍ،

لِتنزفَ العيونُ معْ لَحنِ المطر..
 
فلست بذكرى تموتُ بيومٍ،

و تُنسى وتُرمى كَرمي الحجر،

ستُشفى بيومٍ جميعُ الجراحِ..

وجرحك يبقى طوالَ الدهر..

يُلازمني في رحيلي وحلّي..

فبعضُ الجروحِ بلا أيْ عُمُرْ..

وليتَ جراحَ الرحيلِ تموتُ،

وليت الرحيلَ يكونُ سَفرْ،

وماذا عسى أن تقولَ الحروفُ..؟

سِوى أن تخفف بعضَ الضرر..



Saturday, 12 April 2014

قد قيلَ قد قيلْ

قد قيلَ قد قيلْ، 

في سالِف الدهورْ،

إن يرحلِ الجميلْ،

يأتي من بعدهِ الأجملْ،

فكيفَ إن أوشكَ الأجملُ بالرحيلْ؟

من الذي يملأُ فراغَهُ في الغِيابْ؟

قد قيلَ قد قيلْ،

في سالفِ الدهورْ،

أنّ المرء ينسى إن وجَد البَديلْ،

فأيقنتُ أنّ بُكائي،

لم يكُن على رحيلك،

بل كان على عِلمي،

أنّي لن أجدَ مثيلاً لك..

فَجمالُ تلك الروحْ،

قد أعمتِ العيونَ والأبصارْ،

عن العيوبِ والزلّاتْ،

وقلبٌ يبوح،

بالحُبِّ كالأنهارْ،

مُتدفقٌ لا ينتهي بالطيبِ والخيراتْ،

إن طالتِ الحُروفْ،

وتناثَرت على الورقْ بهيئةِ الأشعارْ،

لَن تكتفي لن تنتهي، 

فجمالُها لا يوصفُ بالكلماتْ..

والعقلُ في احتيارْ..

لمَ لا يكون رحيلك مختلفاً..؟

لمَ لا الرحيلٰ وبيننا منابعُ من أمل؟

وبين القلوبِ محبّتنا،

وطفلٌ يتيمٌ يعيشُ بنا،

وشمعةُ ميلادِك تشتعلْ،

وذِكرى جميلةْ تجمعنا،

والنفس في صفاءْ،

والحُب في نقاءْ،

بِلا حزنٍ ولا بغضٍ ولاحقدٍ،

وأمامي ذاك الجوابْ..

أن لا حياةَ لمن أُنادي..