أيا راحِلين،
بِلا موعِدٍ مُسبَقٍ أو خبرْ،
بلا أيِّ حُضنٍ بِلا أي وَداع،
تَركتُم قُلوباً لكم تَنكَسِر،
وتَبكي من الحُزنِ والالتياع،
وترجو لقاءً كثيرِ النظر،
إلى وجهِكُم والضيا والشُعاع،
لعلّ النفوسَ بِكُم تستقرّ،
وتُفرِحُكم فوق كُلْ مستطاع،
وتَترُك فيكُم جميلَ الأثر،
ولكنّ ماذا يفيدُ النِّزاع،
إذا حلَّ أمرُ القضا والقَدرْ..
أيا راحلين،
فَلو أن دمعاً يُعيدُ حبيباً،
لَعِشنا الليالي على ذا البُكاء،
إلى أن تعودوا إلى أن نراكُم،
إلى أن يحلَّ زمانُ اللقاء،
ولكننا لا نقولُ سِوى قد،
رضينا بِكُل القَدرْ والقضاء..
هنيئاً لِأرضٍ تضُمُّ حبيباً،
تضمُّ قريباً عزيزَ الإخاء،
وعَهدٌ إليهِم بِرَغمِ الفِراقِ،
بِأنّا سنَبقى لَهُم أوفياء،
فلَسنا سنَقطَعُ حبلَ الوصالِ،
إليهِم سنُهدي جميلَ الدعاء..
فيا ربّ ارحمْ عزيزاً مضى،
وأنزِل على كُل قبرٍ ضياء،
وأبدِل عذاباً بِفَيضِ النعيمِ،
وعَيشِ الجِنانِ وخُلدِ البقاء..
وأسْعِد حزيناً يموتُ اشتياقاً،
وجدِّدْ بِهِم في الجنانِ اللقاء..