ولستُ أدري يا تُرى..
مِن أيِّ شيءٍ خُلقت عيناكِ يا سيّدتي،
فلا العيونُ أبصرتْ مُساوِياً لِذا الجمال،
كأنّها حكايةٌ أوصافُها من الخيال،
تقاتلوا من أجلِها ألفٌ من الرجال،
من كُل حَدبٍ أُرسلوا،
من الجنوبِ إلى الشمال،
فوقَ الثرى، بين الجِبال،
تحت الغُيومِ المُمطرة،
تحت السماءِ المُشرقة،
على مدى النّهارِ واللّيالْ..
الكُل مفتونٌ بها،
وأُقيمت الحروبُ سعياً،
للعيونِ بأن تنالْ،
نظرةً لعينها التي أقامتْ في القلوبِ دقةً تظنُّها من هَوْلِها زلزال..
حتى القلوبُ الموحشة،
تلكَ التي قد قُيّدتْ باليأسِ والأغلال،
ما إن رأتْ عينيكْ،
تفكّكتْ قيودها،
وأَبصرتْ قلوبُهم شمسٌ من الآمالْ..
حتى السّفينةُ إن رأتْها أبحرت فوق الرِّمال،
والنّارُ في بطنِ المحيطِ تزيدُها اشتعال..
وقيلَ في روايةٍ،
بأنّ كُل المُلحدين أعلنوا إسلامهم،
لمّا رأوا عيونها،
وأجمعوا أقوالهم بأنّهُ استحال،
أكُلّ هذا صُدفةً..؟
فآمنوا بربّهم وزادَهُم إيمان..
لا الشِّعرُ يوفي حقّها،
وإن جَمعتُ القَوْل والآدابَ والكلام،
لن أستطيعَ وصفها على وجه الكمال..
قد عادَ شِعري عادْ،
عُيونها هي السبب،
ولستُ أدري يا تُرى،
ما السِّر في عُيونها؟
من أي شيءٍ خُلقت؟
أم أنّها أُسطورةٌ من نَسْجِ أوهامِ الخيال؟
الكُل يروي قصةً، وكأنّها خُرافةٌ،
لكنني سيّدتي،
بعيدٌ كُل البُعد عن إجابة السؤال،
عيناكِ يا جميلتي مليئةٌ بالسِّحرْ،
سِحرٌ يُقالُ بأنَّهُ حلال..
اخْتَلَفَتْ من حولهِ آراءُ كل العُلَما،
وتكاثر السؤالُ والحديثُ والجِدال..
لكنّني سأكتفي بدعوةٍ عميقةٍ..
أعوذُ بالله العظيمِ من العيونِ إذا رأَتْ،
عُيونها وسِحرها،
بنظرةِ الحسودِ والدجّال..